ص1      الفهرس   المحور 

 

الكناري ليس وحيدا

 

محمود عبد الغني

ـ هـروب

هربت الحياة وبقي من عاشوها

لن أغادر ما لم تصلني دعوة،

ما لم يكبر ظل السيقان

حول نواة البئر.

قل لي ما اسم البحر

الذي اصطدنا فيه؟

وماذا تفعل

حين ترى ضبابا

فوق كنيسة؟

ـ بين الغابات

الكناري ليس وحيدا

وإن كان لا بد من أرض

تهرب منه،

كما تهرب أنثى من ذكر،

فلتكن الأرض التي تأكل الأسرار،

وتبكي لأتفه الأسباب،

وتضم العاشق برفق

ليكون ذئبا يجهش

بالشعر بين غاباتها.

ـ موسيقى

للنوم موسيقى غريبة.

كائنات تتحرك وتعطي انطباع

أنها جامدة. حتى الطير الهارب

من الصياد يدعي أن للأشجار أفواها

لا تكف عن الكلام.

إن تلوث الماء بالدم شيء يحدث، لقد كان

دائما موجودا. مثلما موجودة

الأفران الهادرة في أسفل الأرض.

ـ أعمى في غرناطة

هناك من يسرق ما حشوت به رأسك

ولم يصبح أفكارا بعد. تعال إلى المنتظرين

في الأسفل. وقعت في الشباك، ومن

صادك هو أنت الذي يصطاد بشباك متقوبة.

إننا في انتظارك. أنا والأثاث والشرفة

التي تتحدى العقل.

رأيت أني آكلك في غرناطة. يقال في

إسبانيا إنها قسوة من الله أن تكون أعمى

في غرناطة، حيث الهمس الخفيف يصبح

كلاما مسموعا.

ـ ليس كافيا ولا جميلا

امرأة وعاشقها

في قرية صغيرة لصيد الأسماك.

يحدقان

في الأباريق

وودائع العائلات.

تذهب المرأة

ويصير الخشب الوحيد في أثرها.

ذلك

لم يكن كافيا

ولا جميلا

لأن العطش القديم

ليس مسألة ثقافية.

ـ مقعد في حديقة

كلما رأت جدارا

أقل ارتفاعا

فكرت به يمشي

على الجسر،

أو سعيدا في الشارع

يصفر

ويغني

ويفيض

ويصاب بحمى البحث

عن مقعد

في حديقة .