ص1        السابق

رواية السيل لأحمد التوفيق

ـ مسار بطل ـ

محمد التعمرتي

السيل ثالث عمل روائي لأحمد التوفيق بعد جارات أبي موسى وشجيرة حناء وقمر، عمل روائي تبدأ أحداثه بعالم مغلق معزول (سفوح الأطلس) لتنتقل بعد ذلك إلى فضاء أرحب (مدينة مراكش) لتعود الأحداث وتنتهي حيث ابتدأت، وما بين البداية والنهاية والذهاب والعودة هناك عوالم للحكي والأحداث يعيشها بطل الرواية ويكون شاهدا عليها أو صانعا لها أو مشاركا فيها أو موضوعا لها من خلال المواقف التي يتعرض لها. ومن ثمة تصبح الرواية استبطانا لأسئلة المكان (القرية/المدينة) في الامتداد والتعارض اعتمادا على واقع ما، في إطار متخيل ما، من خلال رمزية المكان وقيم وسلوك المنتمين إليه ليكتسي –المكان- رمزيته وأبعاده العاطفية والدلالية بواسطة بطل يعيش متراوحا بين الـ"هنا" والـ"هناك" وبين البناء والتدمير بناء على المنطلق الداخلي للحكي حيث يتتالى الخير والشر أو النعمة والنقمة.

تقدم رواية السيل البطل شخصا مقذوفا بنوع من القدرية إلى وضعيات لم يكن له فيها رأي ولا إرادة، فهو لم يختر أن يجرف السيل أغنامه وإن لم ييأس لضياعها، ولم يختر الهجرة إلى المدينة (ليصبح رجلا)، ولم يختر نوع العمل الذي يقوم به، ولم يختر أن يكون "مواطنا"، ولم يختر أن يعود إلى موطنه الأصلي، ولم يختر أن يتزوج أو لا يتزوج من الأم أو بنتها، ثم إنه لم يختر الحمق حتى إن اعتبره في الصغر عملة نادرة، إنه في جميع الحالات لا يبدو مالكا لمصيره ولا سيدا لقراره إذ هو في جميع قضاياه مسير لا مخير، مسير بقدر، أو بأشخاص يخططون له مصيره، أو بجنون يفقده إدراكه للأشياء حتى وإن تعايش معها إلى آخر رمق. توظف الرواية بيزين (محمد) كبطل لحظوي يعيش الزمان والمكان من دون أسئلة. كان في الجبل غارقا في عالمه بكل تناقضاته، وفي المدينة عاش نفس الوضع إلا من تغييرات في الهيئة والإدراك والوعي بالمدينة كفضاء هش، بل حتى عندما يعود ثانية إلى موطنه لم يكن قد تغير إلا من خلال مظهره لإثبات بعض التميز عن باقي الأهالي بعد هجرة دامت عشر سنوات لولا الحمق الذي يفاجئه، إنه المواطن البسيط الذي يعيش الأحداث من دون ادعاء أو تشدق بفهم مكنوناتها أو رمزيتها أو كينونتها انطلاقا من مفهوم شاهد العصر أو ناطق باسم قضية ما، أو امتلاك وعي يسمح بتأويل وتبرير العديد من الوقائع التي ترد في سياق الأحداث، إنه رجل عادي يتمنى أن يمضي حياته في النعمة بعيدا عن النقمة. إنه ليس بطل مواقف وقضايا وإنما بطل وقائع بحيث لا تتأتى معرفته للأشياء من خلال الوعي الشقي كبطل تتنازعه التناقضات الحاصلة بين وعيه والواقع من خلال حمولة معرفية حاملة لقيم متضمنة لبذور الصراع وإنما تتكرس بطولته من خلال ملامسة الأشياء باكتشافها والوعي بها، ثم الدخول في علاقة تآلفية أو ضدية تنتج عنها النعمة أو النقمة شأنه في ذلك شأن الرجل البسيط الذي يبحث عن أمل يتشبث به وسعادة يروم تحقيقها من أجل وضعية أفضل تنسيه أنه طفل ثمرة زواج مزحة لأب عطار فر لما علم بالحمل، وأم ماتت نازفة بعد الولادة، الطفل الذي كاد له أقرانه ليصبح أقرعا وراع جرف السيل قطيعه، ثم الشاب الذي يحتقره العمال في المعمل بالمناداة عليه بالشلح ثم ليصبح البلاء المسلط لما يستوعب مقالب المعمل، ثم يرتقي إلى درجة كابران لما يثبت إخلاصه ويؤكد بالفعل أنه قطعة أساسية في مكونات الإنتاج.

يبدو البطل نموذجا مثاليا للشخص الذي لا يمتلك ولا يدعي امتلاك البطولة، فهو متأرجح بين الفهم والجهل، بين الإرادة والإذعان، لا يمثل قيمة تستند مرجعيتها على مرتكزات من خارج النص الإبداعي. فالبطولة معه حكي لمسار حياة كائن في علاقته وتقاطعه مع المحيط الذي يستمد منه وجوده، إنه ليس بطلا مركبا بالمفهوم الإيديولوجي الذي يتطلب البحث عن تفسيرات أو تأويلات لسلوكه من خارج النص الروائي تذهب أبعد مما تعنيه، إنه شخصية قدرية تتهاوى وتتلاشى بفعل أحداث ولن نقول خوارق تتجاوز فهمه البسيط… إن حكاية بيزين هي حكاية الإنسان العادي الذي نصادفه في كل حين وآن من دون أن نعيره اهتماما، يعبر عن واقع وظواهر وسيادة قيم معينة ليس بامتلاك المعرفة أو التعاريف النظرية للخير والشر، للسعادة والشقاء وإنما خلال ممارسة الحياة بالضياع في متاهاتها والبحث عن شكل من أشكال الوجود حتى من دون أن يدرك المعنى الحقيقي لما يبحث عنه أو يقوده إليه مصيره كبطل.

تفتح الرواية المجال للبحث عن البطولة في حياة إنسان عادي ولو في الاتجاه السلبي للبطولة بحيث يستسلم البطل للمعوقات الحدثية في الرواية من خلال الإحساس بالذات كنوع من الانسجام مع العالم أو ضياعها من دون القدرة على التمييز بين الذات والعالم بفقدان الإدراك وتحطيم الحاجز بين الصواب والخطأ، الحق والباطل، الواقع والخيال، الحقيقة والزيف لتتبدى وقائع لا تعني للبطل شيئا، وإنما يتركها لشرف القبيلة أو القيمين على هذا الشرف ليفتوا فيها بافتراض سلطتهم الرمزية التي تسمح لهم بتعضيد وجودهم من خلال إصدار الأحكام وإشاعة التفسيرات للبرهنة على أنها كائنات ذات قيمة لها الحل والعقد وإصدار الفتوى.

إن البطل شخص مأساوي من حيث الهيئة والمزاج والأخلاق من خلال ارتباط الخير بالشر، بطل يعاكسه القدر ويفرض عليه ظروفا مأساوية تقضي بتدمير الذات والاندحار من الوعي إلى اللاوعي (من ولادة اليتم إلى الموت بنهشة ثعبان).

يمكن أن ننظر إلى مفهوم البطولة من خلال ثلاث لحظات أساسية:

اللحظة الأولى: لحظة المنشأ أو البداية.

نتعرف في هذه المرحلة على طفل ليس كسائر الأطفال، لا أب له ولا أم يعيش في أسرة هو أقرب إلى راع عندها منه إلى ابن، "أصيب بمس مرض منه… وصار بعد شفائه يتعرض من حين لآخر وبدون سبب ولا إنذار لحال ارتعاش يعتريه مصحوبا ببكاء"([1])، ويعيش هذه الفترة حياة متراوحة بين الرفض والقبول والحزن والتمرد إلا من نقطتي ضوء يعطيان حياته بعض الدفء.

*الجبل حيث وجد فيه ملاذه: "…وجد في المهمة الجديدة سلوة وفرصة للانصراف عن قوم ضاق بتفاهاتهم.. وصارت مراعي الجبال خلوة لنفسه… ومع توالي الأيام ألف بيزين الغابة وألفته بل صارت تحدثه ويحدثها، وهكذا كان يزيد مع مرور الزمن تعمقا في فهم أسرارها"([2])؛ لم يصطد من طير الغابة وحيوانها قط لأنه يشعر وكأنه قطع معها عهدا على ألا يفعل ذلك، وهكذا دخل مع أهلها في وئام أبدي"([3]).

*لومي الأرملة، التي تحنو عليه ويعتبرها حبه الكبير: "كلمتني بكثير من الحنان حتى أنساني كلامها شركم أيها البشر"([4])، "أدرك أن ما صدر عن لومي يدل على أنها شديدة الاهتمام به، وهذه علامة الاهتمام أن يحيى أو يمت لها"([5])، "ثم إن الأقاويل لم تجعله يقلع عن زيارتها لأنها ملاذه"، "قلق للتشنيع بالمرأة.. ثم إن هذا التشنيع قد أدخل إلى وجدانه مشاعر كانت مجهولة لديه، فقد صار يفكر في النساء بشكل مخالف لذي قبل"([6]).

هذه المرحلة سينهيها السيل بأن يطوي الماضي ويفتح البطولة على الحاضر من خلال الهجرة إلى المدينة بتحريض من لومي.

اللحظة الثانية: عالم المدينة

حيث نتعرف على شخص يكتشف عالما جديدا وينبهر به شأن كل شخص تطأ قدماه المدينة في أول اتصال، فتبدو له عالما عجيبا وغريبا وأسطوريا مما يتيح له القيام بمقارنات بين ما كان عليه وما يراه الآن وما سيراه في المستقبل. "في كل مرة يحسب أنه انتهى إلى آخر العلم والإعجاب بالمدينة فتنقله الرياح إلى جهة أخرى فيقف على جديد لم يكن يتخيله"([7]) ثم يتعايش ويأتلف ويتأقلم مع أخلاقياتها وقيمها بحيث "لم تعد تثيره أي سبة لأنه عرف كثيرا مما في جعبة البشر، عرف ضعفهم لما عرف المال وعرف عالم النساء كما أظهرته عليه زوجة المدير، بل صار هو أيضا يحب المال ويحب النساء، ويدرك أن المعركة تدور حول هذه اللذات"([8])، بل إنه يقتحم عالم المكائد في المعمل ويصبح ممارسا لها ولا يتورع عن الكيد من أجل إرضاء رب المعمل ولإثبات أنه ليس مجرد الشلح بل البلاء المسلط والشيطان الذي لا ينام، ثم الكابران محمد الذي على الجميع تنفيذ أوامره وإلا كان المصير الطرد بتلفيق تهمة ما.

ينسلخ البطل عن قيم الجبل لينسجم مع عالم المدينة، فهو يكيد كما يكاد له وينتقم لإثبات قوته: "حرقة قلبه هو لم تنطفئ ما لم يعثر على الذين اعتدوا عليه وينتقم منهم، وقد أسرها في نفسه إلى أن عرف.."([9]).

واكتشف بوعيه البسيط مفهوم الطبقية في المدينة: "المدينة في الحقيقة أكثر من مدينة واحدة فهي مدينة صاحب الميزان ومدينة الفئران ومدينة المنقبين في أواني القمامة ومدينة العاملات اللائي يأتين في الفجر إلى المعمل ومدينة الأشرار الذين اعتدوا عليه ومدينة دار فارياس ومدينة زوجته فيبي.."([10]).

ويكتشف الوطنية: "هو الذي حصر كل همته في تكثير إنتاج المعمل وتكثير مال فارياس. أما هؤلاء الوطن فهم يواجهون الخطر ويعرفون العدو ويعالجون شؤونا أخرى. فكيف لا يعنيهم ولو لمجرد اكتساب الأهمية بالانتساب إليهم، لا يعرف عنهم شيئا، ولكنه يعرف أنهم شغلوا الحكام منذ عدة سنين.. ولكن لماذا لا أكون منهم حتى أنا؟ وليقع ما يقع"([11]) ليصبح ضحية لهذه الوطنية من خلال الوضع الامتيازي لاحتفالية الاستقلال "انسحب بيزين بالتدريج من تلك الدوائر الاحتفالية ولكنه سقط في دوائر رفاقه الذين سجنوا من المعمل وأطلق سراحهم بتدخله ورفاق آخرين من المعتقلين السابقين كانوا يتملقونه ويجرونه إلى أنواع من اللذات لم يكن متعودا عليها وقد جروه ليستمع إلى القيان في معظم الأيام، وحاولوا جره إلى الشراب فكف بعد تجربة مريرة في الأيام الأولى واكتفى.. ولكنه سقط في مهاوي النساء…"([12]).

اللحظة الثالثة: لحظة العودة والحمق أي لحظة المصير النهائي للبطولة.

وهي لحظة مليئة بالتناقضات بين أحاسيس الطفل المراهق الذي هاجر والرجل الذي يعود محاطا بالحفاوة والتكريم كشخص جدير بالاحترام والتقدير فتفتح في وجهه كل الدور للضيافة ويفسح له المكان كي يجلس في الصف الأمامي في المسجد مع الأعيان بل إن التعظيم بالكابران محمد –الطفل الذي كان في الماضي قلما ناداه أحد باسمه محمد إلا لقبا محقرا أبو غبرة أو الأقرع المجنون أو أبو الجيف الذي يثير الحنق أو الاستهزاء أو اللامبالاة-، يبلغ درجة التملق "كل شيء بعدك لم يبق على ما يرام الرعي لم يعد رعيا والحرث لم يعد حرثا والدنيا قبحت ودلت وأرذلت"([13]). ولا يعكر صفو هذا الوضع أو هذا التميز إلا إصابة البطل بالجنون وهو جنون يستدعي أكثر من سؤال، هل يعود إلى ضياع المال؟ هل يعود إلى صعوبة إعادة الاندماج والتأقلم مع المحيط: "إنني صرت أكذب أو تكذب علي نفسي لأن الأمر واضح. فالميل إلى بنت صاحب الأطيان انخداع للشيطان، ثم تراجع عن هذا الخاطر وقال: لا شيء واضح، لا شيء واضح. لكنه استعاد ما سمعه من كلام الخالة بشأن مال العروس وذمتها، وتغلب عليه الإغراء ودفعه ذلك إلى تجاوز الصراع الذي في داخله ووجد نفسه يقارن بنفعية لا عهد له بها بين البنتين على أساس فوائد الزواج بهذه أو بتلك"([14]). أم يعود  لاستحالة تحقيق الحب: "سأترك لومي تفعل بي ما تريد، لا شك أنها تريدني لبنتها وهذا صعب عليها وعلي"([15]). ويزداد تعاسة عندما يتصور "البنت والأم معا في داره، في المعمل وهو يتخيل أن يحمل في قلبه ذكريات الأم وعواطف البنت معا. فهو لن يطيق أن يرى المرأة التي أيقظت فيه المشاعر الطيبة وهي في بيته تذبل وليس لها من حياة سوى أنها أم لزوجته، فهو لا يدري ما إذا كان سيجرب هذه الأمور، ولكنها تخيفه على كل حال"([16]). ومع استحالة هذا الحب تحمل لومي مسؤولية الإخلاص للحب الذي كتمته لمجرد أنها وعدت الطفل بابنتها في لحظة لم تكن الكلمات تحمل الجد اللازم: "أنت صغير السن، وهذه ألفة الصغار، وتصلح لك بنتي عندما تعود"([17]). أما الآن فهي تريد الرجل الذي أمامها.. "وتقدم ليستدعي منوش وهي جانب أمها في الصف، فإذا الأم تخرج إليه بنفسها.."([18]) ثم البنت التي لا يعنيها الكابران إلا كمشروع زواج فاشل. لما جن البطل تواجه أمها بالحقيقة الواضحة التي ظل مسكوتا عنها، يلمح إليها ولا يعبر عنها "كنت تريدينه لنفسك فتعذبي وحدك من أجله"([19])، حقيقة أثبتت للأم "أن بيزين في الحقيقة همها وحدها وأن إقحام بنتها في تلك القصة كان بمحض خيالها"([20]).

إن البطل في المستويات الثلاث التي تواضعنا على تسميتها بلحظات البطولة لم يثق مطلقا بالحياة وبما يتحصل له منها من سعادة، بل كان دائما متشائما وينتظر منها السيء والأسوأ بحيث أن حدسه ينبهه وإدراكه ينبئه بأن كل نعمة متبوعة بنقمة:

"جاءت الحوادث لتصدق مرة أخرى ظنه السيء في الحياة وفي الرجال والنساء من بني البشر…"(ص13). "توجس من تلك الأفكار، فهو متيقن أنها تنذر بشيء غير عادي، أمر سيلقاه في طريقه، فقد جرب في نفسه أحوالا لا يعرف لها شرحا ولا فهما"(ص28). "لم تنزل الكارثة إلا على ذلك اليتيم الأقرع"(ص35).

"كان يشعر في قرارة نفسه أن شرخا قد وقع بينه وبين الغابة وتوقع أن تقول الغابة كلمتها للرد عليه في مستقبل الأيام"(ص31).

"حبائل الانتقام تفتل حوله وعين الشماتة ترصده"(ص36).

"حدسه المنقول من تجارب الأيام كان ينبئه بأن زوبعة ما ستهب وتعصف بكثير مما اتفق له"(ص72).

"رأى نفسه يغرق في نهر جارف"(ص119).

"لم يمر إلى نعيم المدينة إلا بعد محنة السيل ولم يمر إلى نعمة دار فارياس إلا بعد محنة الخنشة والتعذيب ولم يفهم لماذا لم يأت الخير إلا بعد هذه الشرور.."(ص61).

وختاما لهذه المقاربة التي لا تروم التحليل، أو البحث في المكونات الروائية للسيل، وإنما تسعى فقط إلى تكوين فكرة بسيطة عن مفهوم البطولة كما يعيشها رجل بسيط خبر الحياة من خلال طفولة قاتمة عاشها في الجبل في ضنك، وحياة أخرى في المدينة مفتوحة على كل القضايا والقيم، إنها بطولة ينسجها القدر من خلال مأساوية ملازمة للبطل عبر كل مسار الحكي، بطولة حاولت من خلالها الذات معرفة ذاتها اعتمادا على علاقة إدراك تتوخى التقريب بين عمليتي الفهم والتفسير انطلاقا من وعي الذات بالموضوعات التي تماست معها، بل حتى عندما يعود البطل إلى موطنه لإعادة التصالح والانسجام مع ذاته والتطهر من خطايا المدينة يكون قدره الجنون، فالموت بنهشة ثعبان. يموت محمد (بيزين الأقرع، أبو غبرة، أبو الجيف، الشلح، البلاء المسلط، الشيطان الذي لا ينام، الكابران، الزين..) ليس من أجل قضية دافع عنها أو بطولة في حاجة لإثباتها بالموت وإنما تكون نهايته بداية لسؤال أكثر عمقا، إنه سؤال الإنسان والقدر وعلاقة الخير بالشر والنقمة بالنعمة. إنها أسئلة مفتوحة على المطلق إذ ليس هناك كما يقول بول ريكور "فهم للذات بدون وساطة للعلامات والرموز من خلال التبادل والتفاعل.. فالمعنى يتكون بتزامن مع تكوين ذات مغايرة"([21]) n



[1]– أحمد التوفيق، السيل، منشورات دار الأمان، الرباط 1999، ص11.

[2] – نفسه، ص17.

[3]– نفسه، ص19.

[4]– نفسه، ص24.

[5]– نفسه، ص28.

[6]– نفسه، ص24-25.

[7] – نفسه، ص61.

[8] – نفسه، ص69

[9] – نفسه، ص71.

[10] – نفسه، ص61.

[11]– نفسه، ص74.

[12]– نفسه، ص80-81.

[13]– نفسه، ص88

[14] – نفسه، ص109.

[15]– نفسه، ص101.

[16]– نفسه، ص102.

[17]– نفسه، ص50.

[18]– نفسه، ص117.

[19]– نفسه، ص135.

[20] – نفسه، ص144.

[21]  – P.Ricoeur, Du texte à l’action, Seuil, 1986, p26