ص1      الفهرس   المحور

 

خورخي دي هنين وعلي باي،

مغامرات في البلاط المغربي

 

عبد الواحد أكمير

 

عرف تاريخ المغرب الحديث توافد عدد من الرحالة الأوربيين الذين في الكثير من الحالات لم تكن الأهداف الحقيقية من زياراتهم هي المعبر عنها ظاهريا، وإنما كانت هذه الزيارات لأسباب سياسية تهدف لخدمة مصالح البلد الذي يعملون لحسابه. في هذا الإطار يبقى الجاسوس الإسباني "Domingo Badia" دومينغو باديا" المتنكر في مظهر وجيه مسلم يدعي علي باي العباسي أهم شخصية أوربية نجحت في مهمتها الجاسوسية، لدرجة أنه وبعد أن أصبح من بطانة السلطان مولاي سليمان نمى في خياله حلم اعتلائه عرش المغرب. غير أننا قد نفاجأ إذا علمنا أنه وقبل قرنين من مغامرة "باديا" تمكن من دخول البلاط المغربي مغامر أوربي آخر نمى في خياله نفس الحلم. وقد سمح العثور مؤخرا على مذكرات هذا المغامر واسمه Jorge de Henin خورخي دي هنين(1) من إقامة مقارنة بين تجربة الرجلين والتي تستخلص منها ثلاث نقاط أساسية: تهم الأولى التشابه الكبير في مسيرتهما قبل وأثناء وبعد مغادرتهما للبلاط المغربي. وتتعلق الثانية بالأطماع الإيبيرية في المغرب والتي لم تتغير بتغير الزمن، حيث إن مدة قرنين لم تكن كافية لتغيير عقلية التعامل مع الآخر الذي يمثله المغرب، والذي كان جواره لإسبانيا مصدر إزعاج دائم لها. وتهم الثالثة وضعية مغرب مطلع القرن السابع عشر ومغرب مطلع القرن التاسع عشر واللذين يعتبران نسخة من بعضهما البعض بحيث لا نسجل أي تطور في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في وقت سجلت فيه أوروبا واحدة من أهم قفزاتها الحضارية.

 

1 - نقط الالتقاء في مسيرة الرجلين:

1-1-تكوينهما العلمي:

على الرغم من الفارق الزمني يقدر بقرنين وعلى الرغم من انتمائهما إلى أصلين مختلفين حيث الأول فلا ندري والثاني إسباني، فإن كليهما كان له ثقافة واسعة وفي مجالات مختلفة على رأسها التمكن من اللغات، حيث إن هنين كان يجيد الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والفلامانية والإنجليزية والعربية. كما كان للرجلين معرفة بمجال الهندسة، حيث برز هنين في الهندسة العسكرية، أساسا بناء القلاع والحصون، هذا بجانب معلومات في الطب والفروسية، رغم أن مجال تخصصه الأول كان هو العلوم السياسية، ويظهر ذلك من خلال التقارير التي كان يكتبها نزولا عند طلب بعض كبار رجال الدولة الإسبان حول المناطق الساخنة من العالم. مقابل ذلك كان علي باي على دراية كبيرة بعلم الفلك والطيران والتوقيت والمناخ والزراعة والتاريخ الطبيعي والإسلاميات.

1-2-روح المغامرة:

يلتقي الرجلان كذلك في حب المغامرة والولع بالأسفار، وهكذا وبعد أن زار كلاهما عددا من البلدان الأوروبية، أصبح العالم الإسلامي مصدر إثارة لفضولهما، نظرا لما يتميز به من اختلاف ثقافي. وقد بدأ هنين رحلته الإسلامية من إستانبول التي قضى بها أربع سنوات. وبعد تنقل في عدد من بلدان الشرق العربي انتهى به المطاف عام 1604 في مراكش حيث قضى ثمان سنوات. بينما اتبع علي باي طريقا معاكسا إذ بدأ رحلته من المغرب عام 1803، الذي قضى به ما يزيد عن سنتين، قبل أن ينتقل إلى مناطق أخرى من العالم الإسلامي من بينها مكة ثم إستانبول التي أنهى بها رحلته الأولى.

1-3-دخولهما البلاط المغربي:

تتمثل نقطة الالتقاء الثالثة في السهولة التي دخلا بها البلاط المغربي، والدور البارز الذي لعباه في الحياة السياسية المغربية. ولا نعرف السنة بالضبط التي أصبح فيها خورخي دي هنين من رجال البلاط، وإن كنا نرجح أن ذلك تم سنة 1606 على اعتبار أنه كان يعمل خلال هذه الفترة فكاكا للأسرى المسيحيين، وكان مدينا للسلطان مولاي أبي فارس بـ 64.000 دوقة. وأمام عجزه أداء هذا المبلغ للسلطان الجديد مولاي زيدان، أرغمه هذا الأخير على العمل لحسابه حتى يؤدي الأموال التي في ذمته على شكل خدمات. وما أن كلف ببعض المهام من طرف العاهل حتى أظهر كفاءة أثارت إعجاب هذا الأخير الذي عينه كاتبا خاصا ومترجما. ومن خلال مذكراته يتبين أنه كان يحضر جميع اللقاءات التي كان السلطان يستقبل فيها السفارات الأجنبية حيث يتولى مهمة الترجمة وتحرير الرسائل التي يبعث بها مولاي زيدان إلى الملوك الأجانب.

بالنسبة لعلي باي وكما هو الشأن مع هنين، فإن ثقافته الواسعة كانت وراء كسبه لود مولاي سليمان. فقد أخبر السلطان إثر زيارته إلى طنجة عام 1803، بوجود "أمير مسلم" بالمدينة يدعى علي باي العباسي، أثار حديث الناس بعلمه الغزير خصوصا بعد رصده لكسوف الشمس. وفي حضرة السلطان قام ببعض التجارب العلمية جعلت إعجاب هذا الأخير به يفوق كل تصور، وهذا ما نستشفه من إحدى فقرات مذكراته والتي يقول فيها: "وكان أكثر ما أثرا دهشته التجارب حول الإنارة الكهربائية، والتي رغب في أن أعيدها أمامه مرات عديدة بعد ذلك طلب مني أن أقدم له شروحا مستفيضة عن الآلات التي أستخدمها وعن الكهرباء بشكل عام"(2).

لقد تحول هنين بفضل الثقة التي كان يحظى بها لدى السلطان إلى رجل تؤخذ بعين الاعتبار آراؤه في المجال السياسي والعسكري، لدرجة أنه كان -حسب مذكراته- وراء إقناع مولاي زيدان بالتراجع عن قراره في السماح لحاميات عسكرية هولندية بالتمركز في العرائش، لأنه كان يخطط لتسهيل احتلال إسبانيا للمدينة، يقول في هذا الإطار: "ولما رأيت عزم مولاي زيدان على السماح بنزول كتيبة من الجنود الهولنديين بالعرائش، وإدراكا مني بأن ذلك لن يكون في صالح جلالتكم (الخطاب موجه إلى فيليب الثالث)، قلت له بأن عليه التفكير كثيرا قبل أن يتخذ قرارا من هذا النوع، لأنه إذا كان هو الذي سيسمح للهولنديين بدخول العرائش، فربما لن يكن بيده قرار إخراجهم في المستقبل وأضفت إلى ذلكل حججا وأدلة أخرى كلها تصب في نفس الاتجاه، مما جعل مولاي زيدان يتراجع في النهاية عن قراره المتعلق بالسماح للقوات الهولندية بالنزول في حصن العرائش"(3).

نفس النفوذ نجده عند علي باي الذي يشير أن السلطان كان يذكره باستمرار أنه يعتبره "في مقام ابنه"(4)، وأنه وبعد سنة من وصوله أصبح في منزلة بقية الأمراء. وكان مولاي سليمان يستقبله كل يوم جمعة بالقصر الملكي، حيث يتناول وجبة الغذاء في حضرته، كما أن هذا الأخير كان يزوره في بيته. وقد خصص له أثناء إقامته بمراكش المنزل الذي كان مخصصا من قبل للصدر الأعظم، كما منحه ضيعة خاصة بالاستجمام خارج المدينة، تعتبر من أكبر الضيعات التي توجد بالمنطقة. ومما يؤكد علو شأنه، أنه الوحيد بجانب السلطان والأمراء الذي يستعمل المظلة أثناء تنقل موكبه. وكانت الطريقة التي تقدم له بها التحية في المناسبات الرسمية لا تختلف عن تلك التي تقدم بها للسلطان، ويتم ذلك على النحو التالي: "كان يقدم لي التحية في البداية وبكل إجلال الفرسان المصطوفة والذين يرددون بصوت واحد "الله يبارك في عمر سيدنا"، بعد ذلك يأتي دور المسنين والأطفال والذين يحيونني مقدمين جرة من الحليب.."(5).

غير أن علي باي ورغم هذا العطف السلطاني لم يستطع أن ينجز المهمة السرية الأساسية التي بعث من أجلها إلى المغرب من طرف الحكومة الإسبانية، والمتمثلة في إقناع السلطان لإرساله على رأس سفارة إلى إسبانيا للتفاوض باسمه من أجل توقيع معاهدة تجارية تضمن امتيازات متعددة لهذه الأخيرة. كما أنه فشل في إقناعه بإعلان دستور للبلاد على النمط الأوروبي. ولعل هذا الفشل هو الذي جعله يغير خطته، حيث دخل في مفاوضات سرية مع الأمير الثائر مولاي هشام، كان الغرض منها التخطيط لغزو المغرب من طرف إسبانيا.

يتبين لنا مما تقدم أن علي باي لم يتمكن من الناحية العملية من التأثير في مجريات الأحداث بنفس الأهمية التي أثر بها خورخي دي هنين. وهذا راجع دون شك للمهام التي أنيطت بكل واحد منهما، فهنين كان يعيش داخل البلاط ويرافق السلطان في رحيله وترحاله، وهو مستشاره وكاتبه الخاص، بخلاف ذلك فإن علي باي، وعلى الرغم من العطف السلطاني، فإنه لم يكن يشغل أية مهمة رسمية، وكان يعيش خارج البلاط، ولم يرافق العاهل قط في الحركات الموجهة ضد بلاد السيبة.

1-4-تخطيطهما من أجل قيام إسبانيا بغزو المغرب:

يعتبر هنين أن الأسباب الداعية للقيام بهذا العمل العسكري تتمثل أولا في الدافع الديني، على اعتبار أن الغزو سيتم في بلاد تناصب العداء للمسيحية، وثانيا في الدافع الاقتصادي على اعتبار أهمية المحاصيل الفلاحية والثروات البحرية أساسا العنبر الأسود. ولتشجيع فيليب الثالث على قبول المشروع نجده يركز وبشكل مبالغ فيه على السهولة التي سيتم بها احتلال المغرب، فإسبانيا حسبه لن تتكفل إلا بالعتاد الحربي والرجال، أما المؤونة والخيول، فستأخذ عنوة من الأعراب الذين سيقومون بتسليمها تنفيذا لأوامر شيوخهم والذين سيتم أسرهم مع بداية الغزو. ويقدم هنين فكرة عن الخطة العسكرية التي يجب اتباعها وعن تكاليف الغزو والتي لن تتجاوز حسبه 25.000 دوقة وعدد الجنود والذي يجب أن يتراوح بين 5.000 و20.000 وكذا المدة الزمنية التي سوف يستغرقها الغزو والتي قد تمتد من شهرين إلى ثلاثة.

بالنسبة لعلي باي فإننا لا نجد في مذكراته أي ذكر لمشروع الغزو، وكل ما نعرفه في هذا السياق هو من خلال الرسائل السرية التي كان يبعث بها من المغرب إلى بعض أعضاء حكومة بلاده خصوصا رئيسها، الرجل القوي في إسبانيا آنذاك Manuel Godoy "مانويل كودوي"، ومن خلال مذكرات هذا الأخير ثم من خلال بعض الرسائل التي وجهها علي باي أثناء إقامته  بفرنسا إلى بعض رجال الدولة الفرنسيين.

ونقرأ في رسالة مؤرخة في 5 ماي 1804 بعث بها إلى "كودوي" ما يلي: لقد أصبحت سيد هذه الإمبراطورية الفعلي، فكل الباشوات هم بمثابة خدم لي، إن الجميع يدين لي بالولاء، وهو ولاء ناجم عن حب أو خوف أو احترام، وهذا ما يجعلهم وإذا ما تقدمت بجيش من 3.000 رجل فقط يقدمون لي عصا الملك. ويوجد في الوقت الحاضر رهن إشارتي أكثر من 10.000 رجل(6). وفي رسالة أخرى وعلى غرار هنين، يحدد العتاد الحربي الذي يجب أن تخصصه إسبانيا للغزو ويتمثل بالأساس في: "ألفا بندقية وأربعة آلاف مسدس وبعض المدافع مع حاضناتها"(7).

لقد كان رجال البلاط الإسباني يصدقون مضامين التقارير التي كان يبعث بها إليهم، رغم ما تتضمنه من مبالغات، خصوصا في تضخيم النفوذ الذي كان يتمتع به، ولعل هذا ما جعلهم ينمون حلم الغزو في خيالهم، ويعتبرونه عملية سهلة لا تحتاج لأي مجهود، بل وأنها من هذه الناحية لن تختلف عن غزو المكسيك الذي حدث عام 1521، وهذا ما يؤكده ما كتبه أحدهم: "إن مولاي سليمان هذا يشبه إلى حد بعيد مالك المكسيك، بينما رجلنا الذي يوجد بجواره يشبه في حيويته وشجاعته هرنان كورتيس. إنه متأكد من انتصاره، لدرجة أنه يقول لي وبكل ثقة إنه يوجد بين يديه موكتيسوما آخر"(8).

هناك نقطة التقاء أخرى بين الرجلين وتتمثل في سعيهما الحثيث على لعب دور بارز إذا ما تم الغزو، ولا يتردد كلاهما في التعبير عن تطلعاته لتولي الملك بالمغرب، وهكذا يخبر هنين فيلب الثالث أنه وبفضل صداقاته مع أصحاب الحل والعقد يضمن دعم قطاع واسع من الأهالي، ويطلب منه إذا هو لم يرغب في القيام بالغزو، أن يساعده ليقوم بذلك لحسابه الخاص، ولا تتجاوز المساعدة التي يطلبها 1.000 رجل و 6بواخر، ويضيف أنه مقابل ذلك سوف يتنازل عن المغرب لإسبانيا بعد أن يستغله لمصلحته مدة سنتين. هذا الادعاء لا يختلف عن ذلك الذي تتضمنه رسائل  علي باي والذي يزعم أنه وللشعبية التي يتمتع بها في المغرب، فإن إمكانية اعتلائه العرش لا تقل عن إمكانية أي من الأمراء المنتمين للأسرة المالكة(9).

1-5-فشل مشروعي الغزو:

أدرك كل من مجلس الدولة والمجلس الحربي اللذين اطلعا على تقرير هنين بأنه يتضمن الكثير من التناقضات والثغرات، وهكذا نجد سكرتير مجلس الدولة والساعد الأيمن لفيليب الثالث الماركيز "دي بيافرانكا" DE Villafranca يعارض ذلك معارضة مطلقة، لأنه لم يكن يرغب في دخول إسبانيا مغامرة حربية جديدة، خصوصا وأن المغامرة البرتغالية في معركة وادي المخازن لازالت عالقة بالأذهان. مع ذلك فإن تقريره كان وراء تحصين المعمورة من طرف الإسبان. وكان هنين قد نجح أثناء مقامه بالمغرب في إقناع مولاي زيدان بعدم السماح للهولنديين بدخولها.

بالنسبة لتقارير على باي فإنها هي الأخرى لم تحظ بقبول العاهل الإسباني كارلوس الرابع على اعتبار أنه استغل وبشكل غير أخلاقي عطف وكرم ضيافة مولاي سليمان، وهو ما عبر عنه بما يلي: "لن أسمح أبدا بأن يعود كرم الضيافة بالضرر والخسارة على صاحبها إن الخطأ هنا يتحمله Badia "باديا" الذي ما كان عليه أن يقيد نفسه ويقبل الأفضال التي أغدقت عليه"(10).

وبخلاف هذا الرأي الملكي، فإن بقية رجال الدولة كانوا يرون أن مشروع غزو المغرب يعتبر من الأهمية بمكان بالنسبة لأمن إسبانيا، خصوصا مع الخطر الذي يجسده مولاي سليمان والمتمثل في إمكانية محاصرة سبتة ومليلية. وأمام فشل رئيس الحكومة "كودوي" في إقناع الملك، بدأ يخطط بسرية لتنفيذ مشروع الغزو بتنسيق مع بعض رجال حكومته وبعض القادة العسكريين على رأسهم القائد العسكري لمنطقة الأندلس، غير أنه تم التراجع عن تنفيذ الخطة في آخر لحظة بسبب الوضعية الصعبة والمفاجئة التي عرفتها إسبانيا آنذاك والمتمثل في هزيمتها أمام إنجلترا عام 1804 وتحطيم هذه الأخيرة للأسطول الإسباني في السنة الموالية، وتورط إسبانيا في حلف مع فرنسا حتم عليها المساهمة في غزو البرتغال بـ 70.000 من جنودها، ثم تآمر الأمير فردنان السابع مع نابوليون ضد والده، وأخيرا الزحف البونابارتي لعام 1808 والذي نجم عنه احتلال إسبانيا وعزل كارلوس الرابع والإطاحة بكودوي.

 

1-6-محاولة البلاط المغربي الاستفادة منهما للقيام بالغزو المضاد:

لما هزم الثائر أبو محلي السلطان مولاي زيدان واحتل مراكش، أسر عددا من المقربين إليه من بينهم خروخي دي هنين، وكان الكثير من أتباع أبي محلي حسب هنين قد اقتنعوا أن سيدهم من أصحاب المعجزات، لذا كانوا يصدقون كل ما يرويه لهم ومن ذلك رؤيا مفادها أنه سيقوم بغزو البلاد المسيحية والتي لن يعبر إليها بواسطة السفن، وإنما بواسطة قنطرة من النحاس ستظهر بأمر إلهي بين سبتة وجبل طارق.

وقد نجح هنين في تفادي المقصلة التي كانت تنتظره بل وفي نيل عفو أبي محلي الذي أعجب بذكائه ودرايته بالأمور الحربية، ووعده بإرساله على رأس الجيوش الإسلامية التي ينوي أن يغزو بها البلاد المسيحية إذا ما اعتنق الإسلام. وكان حلم غزو البلاد المسيحية يراود السلطان مولاي زيدان كذلك حسب هنين، الذي أخبر من طرف أحد المنجمين بأنه سوف يقوم بغزو إسبانيا، حيث ستقع المواجهة الأولى في قرمونة، سيفر على إثرها ملك إسبانيا إلى طليطلة التي سيتم أسره بها، آنذاك ستصبح إسبانيا كلها تحت سيطرته.

بالنسبة لعلي باي يذكر أن السلطان مولاي سليمان أخبره أنه لا يوجد شيء أعز على نفسه من استعادة المسلمين للأندلس، وأنه يقبل التخلي عن عرشه لمن يرى في نفسه القدرة على تحقيق ذلك، وكان يقول له إنه على استعداد لإرساله على رأس جيش يقوم بغزو الأندلس.

1-7-موقفهما من الإسلام:

إن موقف الرجلين من الإسلام هو مما يلفت الانتباه كذلك، فأثناء إقامة هنين بالبلاط المغربي، كان عدد من كبار رجال الدولة من العلوج والذين كان إسلام معظمهم مشكوكا فيه، وقد رفض هو اعتناق الإسلام، رغم أسلوب التهديد الذي اتبعه معه أبو محلي، ولم يسمح له هذا الأخير بمغادرة المغرب إلا بعد أن فقد الأمل في إقناعه بذلك. ولا يتردد هنين في التعبير عن عدائه للإسلام وحقده على المسلمين. بخلاف ذلك فإن علي باي تظاهر منذ البداية بأنه يدين بالإسلام، وكان ذلك مما ساعده على الوصول  إلى المكانة التي حظي بها داخل البلاط، وقد قام بعملية ختانة قبل حلوله بالمغرب. وكان يحرص دائما على التظاهر بالورع والتقوى وأداء الصلوات في المساجد بل أن رفضه الزواج أثناء إقامته بالمغرب كان بدعوى تأجيل ذلك إلى ما بعد أداء فريضة الحج. ومن خلال مذكراته نستشف معرفته الواسعة بالإسلام وتعاليمه، وهو في هذا السياق يؤكد أنه حصل أثناء وجوده بفاس على شهادة العالمية الذي تمنح للمتخرجين من جامع القرويين.

1-8-حالة التهميش التي عاشاها بعد مغادرتهما المغرب:

بدأ هنين مباشرة بعد عودته إلى إسبانيا يسعى للقاء بفيليب الثالث، غير أنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد انتظار دام ثمانية أشهر. وحتى لما استقبل من طرف العاهل فإن الوقت المخصص للمقابلة كان محدودا جدا تعذر عليه معه عرض مشروعه المتعلق بغزو المغرب بنوع من التفصيل، وكان ذلك ما دفعه لكتابة مذكراته التي سلمها لفيليب الثالث، لكن هذا الأخير سلمها بدوره إلى مجلس الدولة والتي لم يعرها الأهمية التي كان هنين ينتظرها كما سلفت الإشارة.

بالنسبة لعلي باي فإن الوضعية لا تختلف كثيرا فبعد انتهاء رحلته وعودته إلى إسبانيا، وجدها خاضعة للحكم الفرنسي، وكان ذلك ما دفعه إلى تقديم تقرير بشأن غزو المغرب إلى نابوليون بونابارت، غير أن هذا الأخير وإن أبدى بعض الاهتمام برحلته فإنه لم يكن متحمسا لفكرة غزو المغرب، وكان هذا ما دفع علي باي لتكرير المحاولة مع جوزيف بونابارت أثناء توليه حكم إسبانيا، لكنه لم يجد هذه المرة كذلك التأييد الذي كان يطمح وإن كان مجهوده لم يذهب سدى، حيث عينه جوزيف بونابارت عاملا على مدينة "سيكوبيا" Segovia ثم بعد ذلك عمدة على قرطبة.

ومع تولي لويس الثامن عشر عرش فرنسا، عاد علي باي، الذي رحل للإقامة في باريس، لتحريك الملف المتعلق بمشروع غزو المغرب، وذلك من خلال الرسائل التي بعث بها إلى وزير الخارجية الفرنسية "ريشليو" Richelieu والتي يذكره فيها بالثروات التي توجد في المغرب وبالفائدة التي سيتم جنيها من وراء الغزو. غير أن كل ذلك قوبل باللامبالاة من طرف رئيس الدبلوماسية الفرنسي الذي كان يحتقر الإسبان المتفرنسين ويعتبرهم خونة لبلادهم وملكهم.

وقد همت حالة التهميش التي عاشها الرجلان بعد مغادرتها المغرب الجانب المادي كذلك، فهنين اضطر أن يتنازل مقابل السماح له بالرحيل إلى إسبانيا عن كل ثروته والتي كانت تقدر بـ 160.000 دوقة، في وقت تبخرت آماله في الحصول على ما كان يحلم به من ثروة وجاه داخل البلاط الإسباني، وهو ما جعله عرضة للعوز، خصوصا وأن الأجرة الشهرية الزهيدة التي عرضت عليه والتي تقدر بـ 24 دوقة مقابل الرحيل للعمل في نابولي، لم تكن حسبه لتفي بمصاريفه والتي تفوق ذلك بكثير. نفس الخصاص عانى منه علي باي، على عهد لويس الثامن عشر وهذا ما نستشفه من رسالة بعث بها إلى "ريشليو" يلح عليه فيها أن يعطي أوامره لتخصص له الحكومة الفرنسية معاشا ثابتا، وذلك حسب تعبيره: "لأن عائلتي تعيش في بؤس بينما الدولة والتجارة الفرنسيتان تتمتعان بالملايين نتيجة لما قدمته لهما من خدمات"(11).

 

2 - مقارنة بين مغرب مطلع القرن السابع عشر ومغرب مطلع القرن التاسع عشر من خلال ما سجله خورخي دي هنين وعلي باي:

2-1-مظاهر من الحياة السياسية:

2-1-1-الصراع بين الأمراء على الحكم:

مع حلول هنين بالمغرب عام 1604 كانت الصراعات عل  السلطة قد بدأت بين أبناء المنصور الثالثة: مولاي الشيخ ومولاي أبي فارس ومولاي زيدان. وقد خصص هنين لهذا الصراع الذي عاش جل أطواره والذي ذهب ضحيته حسبه عشرات الآلاف من الأشخاص أكثر من نصف مذكراته.

إن ظاهرة الصراع على السلطة هي كذلك مما لفت انتباه علي باي بعد قرنين من الزمن، حيث لاحظ أنه وبمجرد موت السلطان تتجدد النزاعات على العرش بين الأمراء، وهو ما يجعل عدد الضحايا أحيانا يتجاوز 100.000 شخص ويرجع هذا التطاحن المستمر على الحكم لغياب دستور يحدد بمقتضاه نظام وراثة العرش.

2-1-2-الصراع بين السلطة المركزية والقبائل:

تركز الدراستان على الصراع القائم بين السلطة المركزية والقبائل المتمردة أو بين بلاد المخزن وبلاد السيبة والتي من مظاهر عصيانها الامتناع عن أداء الضرائب. ويخبرنا هنين أن هذه القبائل لم تكن تجرؤ على الامتناع  عن دفع الضرائب خلال عهد المنصور، لكن الوضع سيتغير مع أبنائه، خصوصا وأن هؤلاء قاموا بإبادة شيوخ القبائل والذين كانوا يلعبون دور الوسيط بين قبائلهم والسلطان.

بالنسبة لعهد مولاي سليمان فإن الحركات التي كان يقوم بها ضد بلاد السيبة كانت إما لإرغامها على أداء الضرائب أو لقمع تمرداتها، ويوضح علي باي كيف أن هذه الحركات  كانت تشغل معظم وقته، حيث لم يكن بإمكانه الاستقرار في العاصمة إلا مدة محدودة في السنة قد لا تتجاوز شهرين.

2-1-3-تركيبة الجيش المغربي:

تركز كلا الدراستين على الجانب العسكري، فنعرف من هنين أن المغرب لم يعد يتوفر على جيش نظامي بعد وفاة أحمد المنصور، خصوصا وأن عددا من كبار قادة الجيش والذين كانوا يقومون بتأطيره تركوا مراكش نحو الجبال حيث هربوا الثروات الضخمة التي يمتلكونها. في نفس السياق يشير هنين إلى الطريقة التي كان يستغل بها القواد العلوج خيرات البلاد، وكيف أن مصلحتهم المادية كانت فوق أي اعتبارات أخرى. وكما هو الأمر بالنسبة لهؤلاء فإن الجنود وبسبب تذمرهم من كثرة المعارك لم يعودوا يشاركون فيها إلا تحت عامل الإغراء المادي، أو عند إرغامهم على ذلك، وكانوا أحيانا يساقون إليها مكبلين بالسلاسل، ولا تفك قيودهم إلا قبيل انطلاقها بوقت وجيز. ويقدم هنين الذي شارك في عدد منها بجانب سيده مولاي زيدان وصفا دقيقا للطريقة التي يقاتل بها المغاربة.

يخبرنا علي باي من جهته أن الجيش النظامي الوحيد الذي كان يوجد في مغرب مطلع القرن التاسع عشر هو الحرس السلطاني المكون من عشرة آلاف رجل؛ أغلبهم من العبيد الذين اشتراهم السلطان أو قدموا له كهدية، أو أبناء عبيد قدماء. وبجانب هؤلاء يوجد جيش من البيض تشكله قبائل الأوداية، وجيش البخاري ومعظم أفراده من الفرسان. ويقدم علي باي وعلى غرار هنين وصفا للطريقة التي يدخل بها المغاربة المعارك.

2-1-4-استغلال الدين لأغراض سياسية:

يتفق الرجلان على الدور السياسي الذي لعبه القادة الدينيون، ويتحدث هنين عن تجربتين الأولى تزعمها أبو حسون الذين استطاع هزم السلطان مولاي زيدان واحتلال مراكش، والثانية قادها أبو محلي الذي تمكن بدوره من إلحاق الهزيمة بمولاي زيدان وتولي السلطة في مراكش لمدة تقارب السنتين.

بالنسبة لمطلع القرن التاسع عشر، نجد أن بعض رجال الدين تمكنوا من البروز بشكل واضح نتيجة لعدم الاستقرار السياسي كذلك، ويتحدث علي باي عن بعض رجال الدين كان لهم القرار السياسي بمناطق وجودهم ويتصرفون بشكل شبه مستقل عن السلطة المركزية. كما يتحدث عن لقائه في الصحراء بالشيخ مولاي العربي الدرقاوي الذي كان يقود قافلة من 2000 رجل كانت متجهة نحو الجزائر.

2-1-5-القرصنة البحرية:

ازدهرت بشكل كبير خلال مطلع القرن السابع عشر، خصوصا بعد طرد أواخر المورسكيين من الأندلس عام 1609، ويشير هنين أن هؤلاء طلبوا من مولاي زيدان أن يمدهم بالسفن ليقوموا بمهاجمة سواحل مالقا مقابل التنازل له عن ربع الغنائم. ويذكر أسماء بعض القراصنة المورسكيين الذين يمتلكون أساطيل متطورة كانت تهاجم باستمرار السواحل الأندلسية وسواحل جزر الكناري.

ويخبرنا علي باي أن القرصنة عرفت تراجعا كبيرا على عهد مولاي سليمان الذي منع هذا النشاط وفرق القراصنة على بقية مناطق شمال إفريقيا، وأنزل المدافع من البواخر التي احتفظ بها والتي أصبح لها طابع سلمي. ويظهر أن عدد هذه البواخر كان محدودا حيث أنه أثناء مروره بميناء الرباط لم يجد إلا أربعة، منها واحدة في ملكية فرنسيين.

2-2-مظاهر من الحياة الاجتماعية:

2-2-1-التركيبة الاجتماعية:

يتحدث هنين عن مختلف الفئات التي تكون المجتمع المغربي، فيميز بالنسبة للمسلمين بين العرب والأندلسيين والبربر والأفارقة، كما يميز من حيث التراتب الاجتماعي بين البيض والسود. ويتوقف عند اليهود الذين يصفهم بالوصولية والجبن، وعند الأجانب الذين يعيشون في المغرب ويبين نوع الأنشطة التي يزاولونها.

ويقوم علي باي بتقسيم شبيه بالنسبة للعناصر المسلمة التي توجد في البلاد. أما اليهود فيخصص لهم حيزا واسعا من مذكراته، حيث يقدم وصفا دقيقا عن حياتهم والحيف الاجتماعي الذي كانوا عرضة له.

2-2-2-الحياة داخل البلاط:

سمح الارتباط الوثيق الذي كان لهما بكل من مولاي زيدان ومولاي سليمان بالاطلاع على معلومات قيمة تهم حياة العاهلين، وهكذا يتحدث هنين عن حياة البذخ التي كان يعيشها مولاي زيدان، ومجالس الغناء واستهلاكه الأفيون والثروة التي يمتلكها وزوجاته وحريمه ومجوهراته وخزانة كتبه الفريدة التي استولى عليها القراصنة (انتهى بها المطاف في الإسكوريال).

ويقدم علي باي معلومات مفصلة عن حياة السلطان مولاي سليمان، تهم شكله وتقاسيم وجهه ولباسه وسنه وثقافته الواسعة في أمور الشريعة، كما يعطي فكرة من مداخيله المالية وكذا عن نفقاته والذي يقول إنها مرتفعة بسبب كثرة أبنائه وحريمه.

2-2-3-حياة الخاصة:

يعطي هنين فكرة مدققة عن حياة الخاصة فيشير إلى الثروات التي يمتلكونها، ويحدد المداخيل السنوية لأحدهم في: 20.000 غرارة من القمح و 50.000 من الشعير و 20.000 خروبة من الزيت وكان هذا الشخص حسبه يمتلك 200 طرد من الريان ويضم حريمه 100 امرأة. وكان العديد من سكان مراكش يعيشون في بحبوحة من العيش، غير أن السلطان مولاي زيدان وبسبب مصاريفه الحربية المرتفعة أرغم معظم هؤلاء للتنازل له عن أموالهم.

أما علي باي فيقول في هذا السياق إن العديد من الأهالي لم يكونوا يجرؤون على إظهار أموالهم خوفا من إرغامهم من طرف السلطان للتنازل عنها. لدرجة أنه كان من القلائل الذين لا يتخوفون من الظهور بمظهر سعة الحال أمام الملأ.

2-2-4-العادات:

يتوقف كلاهما عند بعض الأطعمة التي كانت منتشرة آنذاك بين المغاربة، ويبدي كلاهما إعجابه بها. كما تركز الدراستان على إكرام الضيف فيشير هنين أن الأعراب على فقرهم يكرمون الضيف، لدرجة أنهم لا يذبحون الدواجن إلا في عيد الأضحى أو إذا ما حل بهم زائر. نفس الانطباع نسجله عند علي باي الذي يقول إنه أثناء تنقله من مدينة إلى أخرى كان يتم إكرامه من طرف أهالي المناطق التي يمر بها.

2-2-5-الأوبئة:

يتحدث كل منهما عن وباء الطاعون فيشير هنين أنه كان وراء وفاة الآلاف من بينهم المنصور الذهبي وعبد الملك بين مولاي أبي فارس والثائر أبو حسون. وكان استفحال الوباء حسبه ناجم عن المجاعة وكثرة الحروب وما تخلفه من تلوث نتيجة عدم دفن الجثث.

من جهته يشير علي باي أن الأعداد الكبيرة من الوفيات التي كان يعرفها المغرب ناتجه عن الطاعون الذي سبب في خراب المدن. ويعطي كمثال على ذلك مدينة فاس التي كان عدد سكانها أثناء مروره بها 100.000، وهو في الأصل نصف ساكنتها فقط لأن النصف الآخر أتى عليه الوباء، والذي كان ضمن ضحاياه ثلاثة من إخوة مولاي سليمان.

2-3-مظاهر من الحياة الاقتصادية:

2-3-1-التجارة الخارجية:

كانت حسب هنين تعرف رواجا كبيرا قبل نشوب الحرب الأهلية، ويقدم بالأرقام واعتمادا على وثائق أخذها من الأرشيف الملكي، مداخيل الدولة من الصادرات والواردات والجمارك والضرائب. ويشير أنه بالإضافة إلى الحرب كان مولاي زيدان مسؤولا عن خراب التجارة الخارجية، بسبب تغييره المستمر لقيمة العملة دون مبرر واضح وغضه الطرف عن تزويرها وابتزازه للتجار الأجانب بل وطردهم من البلاد.

ونجد أن وضعية التجارة الخارجية في مغرب مطلع القرن التاسع عشر الذي تحدث عنه علي باي لا تختلف كثيرا عن وضعيتها خلال الفترة التي تناولها هنين، فقد مرت من مرحلة ازدهار مع السلطان سيدي محمد بن عبد الله  إلى حالة انهيار من بعده؛ فقد قام محمد بن عبد الله ببناء ميناء الصويرة الذي تحول إلى أحد أهم الموانئ التجارية غرب المحيط الأطلسي، حيث تلتقي فيه البواخر القادمة من أوروبا بالقوافل القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء. غير أنه ومع تولي مولاي سليمان ونظرا للضغط الشعبي والذي يحمل التعامل مع الأجانب مسؤولية ارتفاع الأسعار وتهديد الدين والمس بالتقاليد، أصدر العلماء فتوى تبين أضرار الاتجار مع النصارى. ويذكر علي باي كيف أن خطبة الجمعة التي حضرها والسلطان بطنجة كانت حول هذه النقطة بالذات.

2-3-2-الفلاحة:

يبدي هنين إعجابه باعتدال المناخ ووفرة المياه وخصوبة الأراضي وتنوع المحاصيل ووفرتها، فيقول إن فنقة واحدة من البذور تترك محصولا يتراوح بين 60 و100 فنقة، وهو رقم يمكن أن يتضاعف لو استعمل المغاربة في الحرب طرقا شبيهة بتلك المستعملة في أوروبا. ولا تحيد الملاحظات التي سجلها علي باي عن هذا المنحى، فهو وبلغة المتخصص يصف التضاريس والمناخ والأنهار وخصوبة الأراضي والمجالات الخضراء بالمناطق التي كان يمر بها، في هذا الإطار يبدي إعجابه بحدائق الرباط التي يقول عنها: "لقد سحرتني بشكل كبير لدرجة أنني أفضلها على أجمل وأغنى الحدائق التي شاهدتها في أوروبا.."(12).

الهوامش

1 - رغم أن هذه المذكرات التي كتبت باللغة الإسبانية يعود تاريخها إلى عام 1614، فقد بقيت مجهولة بسبب نقلها المستمر من خزانة خاصة إلى أخرى، ولم يصبح بالإمكان الاطلاع عليها من طرف العموم إلا بعد اقتنائها من طرف الخزانة الوطنية في مدريد، حيث وضع يده عليها الأستاذ توركواتو بيرس دي كوثمان. وقد نشرت من طرف معهد الدراسات الإفريقية وتحمل عنوان: وصف الممالك المغربية: 1603-1613. مقدمة نقدية وتعليق تور كواتو بيرث دي كوثمان، تعريب عبد الواحد أكمير. مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء ديسمبر 1997، 255 صفحة.

2 - Badia domingo, Los viajes de Ali Bey. Ed. El Museo Universal, Madrid 1980, p.75.

3 - م.س.، ص 100.

4 - Op.cit. p.128

5 - Ibid, 154.

6 - Documents originals, Cf. Barbera Salvador. Viajes por Marruecos / Ed. Nacional. Madrid 1985, p. 47.

7 - Ibid. p.47.

8 - Ibid, p. 30

9 - Ibid, p. 38

10 - Ibid, p. 49.

11 - Castrie. H. la fin d’un roman d’aventures, p

. 170, Cf. Barrera, p. 90.

12 - Op.cit. Badia, p. 49.